يرى اللاعب الدولي السابق حسين ياحي أن المنتخب الوطني ظهر بشكل متذبذب أمام غامبيا وتونس بسبب التغييرات الكثيرة التي قام بها مدرب المنتخب بلماضي، وهو الامر الذي أثر على الانسجام.
ولم يفوّت ياحي الفرصة ليؤكد أنّ بلماضي مطالب بالتركيز الآن على العمل التكتيكي، خاصة أن المنتخب ضيّع الكثير من الوقت في البحث عن اللاعبين، وهو ما فوت عليه العمل التكتيكي.
❊ الشعب: كيف تقيّم مستوى المنتخب أمام غامبيا وتونس؟
❊❊ حسين ياحي: المنتخب الوطني ظهر بشكل متذبذب وهو أمر منتظر وطبيعي بسبب التغييرات الكثيرة التي قام بها مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي، الذي كان شعاره خلال هاتين المواجهتين هو البحث عن العناصر التي تدعم المنتخب في كاس افريقيا، وهو الامر الذي فوت عليه فرصة العمل التكتيكي من خلال ابراز مشروع اللعب الذي يريد تطبيقه خلال الفترة المقبلة، وهو الامر الذي أثر على مستوى المنتخب خلال مواجهتي غامبيا وتونس.
❊ المنتخب الوطني حقّق فوزا مهما على تونس؟
❊❊ بخصوص هذا الفوز أمام تونس كنت من المتفائلين، خاصة أنني كنت من قبل قد أكدت أن بلماضي قادر على تحقيق النجاح وكنت من المتحمّسين له وهو ما حدث حيث نجح في تحقيق أول هدف، وهو التأهل إلى كأس افريقيا المقبلة بعد الفوز على الطوغو في الجولة الماضية من التصفيات رغم أنّني لست من الفئة التي تقول أن الطوغو منتخب ضعيف بالعكس لا يجب البحث عن المبررات في الفوز والخسارة عندما تفوز فأنت الافضل وعندما تخسر فمنافسك كان أفضل منك وهذه قاعدة.
والحديث عن أن الطوغو منتخب ضعيف أمر مؤسف ويدل على عدم تقبل نجاح المدرب الحالي الذي يبقى من المدربين المميزين، وهو جزائري و من واجبنا الوقوف معه وبخصوص الأمور الفنية أعتقد أن المنتخب الوطني أمام تونس ظهر بلمسة بلماضي الذي يبحث عن الفوز بأي طريقة من خلال استغلال التركيبة الموجودة، وقد استفاد كثيرا من أخطائه التي ارتكبها خلال مواجهة غامبيا من خلال الزّج بلاعبين جدد في هذه المباراة التي انتهت بالتعادل، وهو ما جعله يغير قناعاته بخصوص بعض اللاعبين، وأعتقد انه كانت له الشجاعة باتخاذ قرارات مهمة من خلال إبعاد لاعبين كانوا الى حد قريب أساسيين ومنح الفرصة للاعبين جدد.
❊ لو تشرح بالضّبط أين ظهرت لمسة المدرّب؟
❊❊ لمسة المدرب ظهرت في العديد من الأمور على غرار الانضباط التكتيكي الذي صنع الفارق، فمثلا القليل من لاحظ العمل الكبير الذي قام به محرز من الناحية التكتيكية عندما يقومون بالدخول الى الوسط لمنح التفوق العددي عندما نضيع الكرة وفسح المجال أمام عطال على الجهة اليمنى للتقدم، كما أننا شاهدنا انضباطا كبيرا للاعب فيغولي في الوسط، ونفس الامر انطبق على لاعبين آخرين، وبحكم تجربتي أؤكّد أن هذه الامور لم تكن لتحدث لولا وجود مدرب له شخصية قوية فرضها على الجميع، والأهم من هذا أنّ اللاعبين أحبوا العمل معه وهو ما سهّل من مهمته، خاصة أن المصلحة مشتركة وهي إعادة المنتخب الى الواجهة من جديد من خلال تحقيق النتائج الايجابية التي أنا متأكّد أنّها ستكون حاضرة في المستقبل رغم أن البعض يتحدث الآن عن الفوز بكأس إفريقيا، وهو أمر صعب ولا يجب مطالبة المدرب بهذا الأمر في ظل تفوق العديد من المنتخبات وتطورها على غرار مصر والمغرب وتونس دون نسيان السنيغال ونيجيريا، وهي منتخبات وصلت الى مراحل متقدمة من الانسجام وانصهار الافكار بين المدرب واللاعبين.
❊ ما هي النّقائص الواجب على بلماضي إصلاحها؟
❊❊ هناك نقائص عديدة ظهرت على المنتخب رغم الروح الكبيرة التي لعب بها اللاعبون مثلا هناك مشكل في التحوّل بالكرة عند استعادتها على مستوى الدفاع، ولا يوجد من يقوم في الوسط بايصال الكرة في ظروف جيدة الى الهجوم وتوفير الطاقة للاعبي هذا الخط ليكونوا حاضرين في منطقة الخصم، وهو ما يمنحهم القوة للتصرف الصحيح معها، وأعتقد أنّ بلماضي مطالب بإيجاد نوعية معينة من اللاعبين في الوسط، ففغولي صحيح أنّه ظهر بشكل مميز لكننا لم نضمن ثبات مستواه في هذا المنصب، ونفس الامر على لاعبين اخرين كتايدر مثلا المطالب بالمغامرة اكثر في الهجوم وعدم البحث عن تشتيت الكرة فقط، كما أن هناك مناصب تحتاج الى وفرة في اللاعبين فبونجاح مثلا لا يوجد بديل جاهز له الآن في ظل تراجع مستوى سليماني وسوداني المصاب، وبلماضي مطالب بإيجاد لاعب يقوم بنفس أدوار بونجاح.